صورة جمالية في سورة العاديات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدّنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تكلم أحد النصارى في أحد مواقع المحادثة قائلا القرآن غير مفهوم فما معنى و العاديات ضبحا فالموريات قدحا ، فتألمت مما قال و لم يجبه أحد عن ذلك السؤال فتأملت الآيات الكريمة فتكشفت أمام عيناي قصة مصورة جميلة فأحببت أن يشاركني إخواني و أخواتي جمالها و سبحان الذي يدفع الناس بعضهم لبعض و الصلاة و السلام على سيدنا و معلمنا و حبيبنا محمد صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم

.
.
.

1) وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً

يقسم رب العزة جل و علا بصورة جمالية في منتهى الإبداع حيث تحركت كتيبة المجاهدين فجراً في طريقها للقاء العدو فعدت خيولهم عدواً سريعاً و هي تضبح أي تحمحم بأصوات مختلفة
مما يدل على حماس الفرسان و حثها خيلها أن تسرع.

2) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً

دخلت الكتيبة في منطقة هضبة صخرية
فبدأت حوافر خيولها تقدح الشرر و تواريه بأجسامها من سرعتها.

3) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً

وصلت الكتيبة نهاية الهضبة و أشرفت على الوادي
حيث جموع العدو الغفيرة المستعدة للقاء
في وضح الصباح فلا غدر و لا مفاجئة ثم
نزلت الكتيبة في غارة سريعة في إتجاه العدو

4) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً

حينما نزلت كتيبة المجاهدين من الهضبة إلى الوادي
في الأرض الترابية حيث تكونت سحابة من الغبار تتحرك معهم نتيجة للسرعة الشديدة

5) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً

لحظة انغماس الكتيبة الصغيرة بسحابة غبارها في وسط صفوف الجمع الغفير من الأعداء
هي لحظة عظيمة نادرة تجتمع فيها مشاعر في غاية التناقض صاعدة إلى الملأ الأعلى
بين مشاعر التضحية بالذات و الشجاعة في سبيل نيل رضا الخالق عز و جل من ناحية المجاهدين
و مشاعر خوف شديد و ذهول من ناحية الأعداء و كل هذه المشاعر هي لب القسم الإلهي في هذه السورة.

6) إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ

ما أشد تقصيرك تجاه ربك أيها الإنسان
و ما أندر لحظات تضحيتك في سبيل إرضاء ربك
كاللحظة السابقة التي أقسم رب العزة بها
مثلك كمثل الأرض الكنود البور النادر خيرها
تأخذ الكثير و تعطي القليل

منقول